مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، ستتزايد معاناة البشر. لكن كيف سيؤثر تغير المناخ على الأبقار؟ فقد أظهرت دراسة أن تزايد الحرارة قد يضر بالأبقار الحلوب. وفي السنوات القليلة الماضية، وجد العلماء علاقة بين تغير المناخ الذي سببه الإنسان وإرهاق الحرارة الذي بوسعه تقليص إنتاج الحليب وإصابة الأبقار الحلوب بالأمراض. فالأبقار تأكل أقل حين ترتفع درجات الحرارة وهذا يؤدي بحسب اعتقاد الباحثين إلى انخفاض إنتاج الحليب 50%. لكن هذا الانخفاض في الإنتاج قد يصل إلى 70% في الطقس الحار. 

وفي بحث للتعرف على نسبة الـ 20% الإضافية تلك، أجرى باحثون تجربة على 48 بقرة من سلالة هولشتاين تعيش في حظائر يمكن التحكم في درجة حرارتها. وعلى مدار أسبوعين، تعرضت نصف الأبقار لحرارة تصل إلى نحو 37 درجة مئوية، بينما تم إيواء الأبقار الأخرى في ظروف محايدة. وتم حلب جميع الأبقار مرتين في اليوم، وتتبع الباحثون كل شيء من مؤشراتها الحيوية إلى وزنها وكمية العلف وإنتاج الحليب. ونُشر البحث في مجلة «ديري ساينس». وكما كان متوقعاً، انخفض إنتاج حليب الأبقار التي تعرضت لدرجة حرارة مرتفعة. أما الأبقار التي أرهقتها درجات الحرارة المرتفعة فقد أفرزت مستويات أعلى من الأنسولين كما أكلت وشربت أقل. 
وحين حلل الباحثون عينات دم من الأبقار، وجدوا أن الأبقار التي ارهقتها درجات الحرارة أصيبت بنفاذية الأمعاء، أو تسرب الأمعاء، في غضون ثلاثة أيام فقط. وتحدث الحالة بعد أن تخترق البكتيريا والمواد الأخرى الأجزاء الضعيفة في جدار الأمعاء. ويمكن أن يسبب هذا التهابا في الأبقار لأن أجهزتها المناعية تبدأ في العمل بمجرد مواجهة غزو بكتيري. لكن الباحثين وجدوا أيضاً طريقة للتخفيف من أضرار استجابة الأبقار للحرارة. فبعد أن أطعموا الحيوانات التي أرهقتها الحرارة مزيجاً خاصاً من الأحماض العضوية والنباتات النقية، أصبحت أحشاؤها أقل نفاذية، وأكلت أكثر وأنتجت حليب أكثر. 

وكتب الباحثون أن هذا الحل الغذائي قد يساعد في منع ضياع بضع مليارات الدولارات من الخسائر الاقتصادية المتعلقة بالأبقار التي ترهقها الحرارة. وأكد الباحث المشارك في الدراسة، جوزيف مكفادين، عالم أحياء الألبان في جامعة كورنيل، في بيان صحفي، أن «هذا له تطبيق فوري»، لأنه قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تعديلات في تركيبات الأعلاف. 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»